أشارت رئيسة لجنة المرأة لحزب الهدى في ولاية مرسين "سيما كراكايا"، إلى الإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو عامين في غزة أمام أعين العالم، ووجهت نداءً مؤثرًا إلى الرئيس "رجب طيب أردوغان" قائلة: "افتحوا تلك الطرق! دعونا نجوع معهم، ونموت معهم، فنحن مستعدون لكل شيء. الأمهات هنا، كما في حرب الاستقلال، سيودعن أبناءهن بالحناء ويرسلنهم".

نظمت رئاسة حزب الهدى في ولاية مرسين مسيرة أعقبتها وقفة احتجاجية وبيان صحفي، وذلك تنديدًا بالعدوان المتواصل الذي يشنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة.

وعقب البرنامج، أدلت رئيسة لجنة المرأة لحزب الهدى في مرسين "سيما كراكايا"، بتصريحات لوكالة "إيلكا"، عبّرت فيها عن حزنها وألمها كأم حُرقت مشاعرها جراء المجازر الوحشية التي ترتكب في غزة، ووجهت نداءً مؤثرًا إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأكدت كراكايا أن المسلمين في تركيا على أتم الاستعداد لبذل أرواحهم في سبيل إخوانهم في غزة، إذا ما فُتحت الطرق المؤدية إلى هناك.

وقد لامست كلمات كراكايا قلوب الحاضرين وتركت أثرًا عميقًا في النفوس، حيث قالت في خطابها المؤثر الذي أبكى الكثيرين:

"لقد جئنا إلى هذا البرنامج الذي نظمته رئاسة حزب الهدى في مرسين، لنعبر في الحقيقة عن عجزنا.

ومن هنا، أود أن أوجه ندائي لقادة الدول الإسلامية بشكل عام، وخاصة لقادة بلدي. كما تعلمون، عندما أدرك عبد المطلب عجزه أمام جيش أبرهة، اعترف به وانسحب مع أهل مكة إلى الجبال؛ لأنهم كانوا عاجزين أمام ذلك الجيش. ونحن أيضًا، بسبب عجزنا، لا يمكننا سوى القيام بهذا.

"إذا كنتم عاجزين، فرجاءً تعالوا، لنعترف بعجزنا معًا... حينها سيرسل ربنا طيور الأبابيل"

سيدي الرئيس، لقد ملكتم قلوب المؤمنين في العالم أجمع منذ سنوات بصرختكم "وان مينت". إذا كنتم عاجزين، فرجاءً تعالوا، لنعترف بعجزنا معًا... حينها سيرسل ربنا طيور الأبابيل. لكننا نعلم أنكم لستم عاجزين، ونحن ندعو لكم كل يوم وكل ليلة. إذا كان عدم تحرككم سببه الجُبن، فليمنحكم الله الشجاعة، وإذا كان سببه انعدام الحلول، فليمنحكم الله المخرج، وإذا كان سببه انعدام البصيرة، فليمنحكم الله البصيرة. كما قلت، نحن عاجزون، ونعترف بعجزنا. لكننا نعلم أنكم، وقادة الدول الإسلامية، لستم عاجزين.

"اللهم اجعلنا نحن الأبابيل هذه المرة، لا ترسل الأبابيل يا رب"!

ونحن من هنا نتوسل إليك: يا رب! كما اعترف عبد المطلب بعجزه، فأرسلت طيور الأبابيل وأهلكت بها جيش أبرهة، وجعلتهم كعصف مأكول، بحجارة صغيرة حملتها مناقير ومخالب طيور صغيرة. يا رب! نحن أيضًا نعترف بعجزنا، لكننا نقول: اللهم اجعلنا نحن الأبابيل هذه المرة، لا ترسل الأبابيل يا رب! اجعلنا نحن الأبابيل، ومكّننا من تحويل ذلك القوم الظالم الملعون إلى عصف مأكول. يا قهّار! يا قهّار! يا قهّار! أجعل اسمك "القهار" يتجلى على أيدينا.

سيدي الرئيس! الأمهات هنا، مثل أمهات حرب الاستقلال، سيرسلن أبناءهن بعد تزيينهم بالحناء. نحن نتوسل إليكم. افتحوا هذه الطرق، دعونا نجوع معهم، دعونا نموت معهم، فنحن راضون بكل شيء. لأننا أحفاد عبد الحميد، لأننا أحفاد صلاح الدين! نتوسل إليكم، إذا كنتم عاجزين، تعالوا لنعترف بعجزنا معًا، وليرسل ربنا الأبابيل. وإن لم تكونوا كذلك، فلنستخدم قوتنا معًا. أكرر، وأنا أضمن أن كل الأمهات هنا سيرسلن أبناءهن بعد تزيينهم بالحناء. لقد كتب التاريخ هذا دائمًا، وتاريخنا كُتب بهذا الشكل". (İLKHA)